العودة
بناء أنظمةٍ تعليميّةٍ مرنةٍ في المنطقة العربيّة: مقابلةٌ مع رئيسة قسم التربية - أخصائي أول لشؤون البرامج في لبنان لدى مكتب اليونسكو في بيروت حول اجتماع التعليم العالميّ 2024 وإعلان فورتاليزا
اليونسكو
2024 - 12 - 04
يُجسّد إعلان فورتاليزا، الذي تمّ اعتماده خلال الاجتماع العالميّ للتعليم 2024 في البرازيل، رؤيةً طموحةً وشاملةً لمعالجة التحديّات التعليميّة الملحّة الّتي يواجهها العالم، بما في ذلك تلك المرتبطة بالمنطقة العربيّة. في ظلّ سياقٍ عالميٍّ يتّسم بالأزمات المتكرّرة، وبالنزوح الجماعيّ، وبالفجوات الكبيرة في الفرص التعليميّة، يبرز دور المنطقة العربيّة في تعزيز الإنصاف والشموليّة والتمويل المستدام كأولويّاتٍ محوريّةٍ يتبنّاها الإعلان. يدعو الإعلان إلى تبنّي استراتيجيّاتٍ مبتكرةٍ لتمويل التعليم، من ضمنها آليّات مثل مقايضة الديون، مع التأكيد على أهميّة الاستثمار في التعليم كعاملٍ أساسيٍّ لتسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
![](https://cms.tarbiyah21.org/storage/data/articles/581.jpg?v=1159)
يُجسّد إعلان فورتاليزا، الذي تمّ اعتماده خلال الاجتماع العالميّ للتعليم 2024 في البرازيل، رؤيةً طموحةً وشاملةً لمعالجة التحديّات التعليميّة الملحّة الّتي يواجهها العالم، بما في ذلك تلك المرتبطة بالمنطقة العربيّة. في ظلّ سياقٍ عالميٍّ يتّسم بالأزمات المتكرّرة، وبالنزوح الجماعيّ، وبالفجوات الكبيرة في الفرص التعليميّة، يبرز دور المنطقة العربيّة في تعزيز الإنصاف والشموليّة والتمويل المستدام كأولويّاتٍ محوريّةٍ يتبنّاها الإعلان. يدعو الإعلان إلى تبنّي استراتيجيّاتٍ مبتكرةٍ لتمويل التعليم، من ضمنها آليّات مثل مقايضة الديون، مع التأكيد على أهميّة الاستثمار في التعليم كعاملٍ أساسيٍّ لتسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وتنسجم هذه الأولويّات العالميّة مع احتياجات المنطقة العربية، حيث يُعدُّ بناء أنظمةٍ تعليميّة مرنةٍ، واعتماد سياسات شاملة تستهدف الفئات المهمشة، وتطوير أطر متينة لرصد الأداء وتحليل البيانات، من المقوّمات الضروريّة لمعالجة الفجوات التعليميّة وتعزيز التنمية المستدامة. مع استمرار المنطقة في مواجهة تحديّاتها وتطلّعاتها، يظلّ إعلان فورتاليزا بمثابة مرجعٍ استراتيجيٍّ يوجّه الجهود نحو ضمان حصول جميع الأطفال على حقّهم في التعليم، مُرسّخًا هذا الحق كركيزةٍ أساسيّةٍ لتحقيق التحوّل الاجتماعي والاقتصادي، ومؤكّدًا على دوره المحوريّ في بناء مستقبلٍ أكثر عدالة واستدامة.
بعد مشاركتها في اجتماع التعليم العالمي 2024 في البرازيل، أجرينا مقابلةً مع ميسون شهاب، رئيسة قسم التربية- أخصائي أول لشؤون البرامج في لبنان لدى مكتب اليونسكو الإقليمي متعدّد القطاعات في بيروت السيّدة ميسون شهاب، لمناقشة المواضيع الرئيسة التي تساهم في تقدّم التعليم في هذا السياق.
1. خلال الاجتماع العالميّ للتعليم، شارك عددٌ من الممثّلين الرفيعي المستوى من الدول العربية. ما هي أبرز الموضوعات أو القضايا التي طرحها هؤلاء الممثلون؟
أكّد الممثلون الرفيعو المستوى من الدول العربية على الأولويّات الحاسمة خلال الاجتماع لدفع عجلة التعليم في المنطقة. شكّل الانصاف والشمولية الموضوعين المركزيَين، مع التأكيد على تلبية احتياجات التعليم للّاجئين، والنازحين داخليًّا، والأطفال في المناطق المتأثّرة بالصراعات. تناولت المناقشات التحديّات التي تواجه توفير التعليم الجيّد للنازحين وللمجتمعات المضيفة. كما تم التأكيد على أهميّة التعليم الجيّد، مع دعوات لتوافق المناهج الوطنية مع احتياجات سوق العمل والاتجاهات العالمية. كما تم تحديد تعليم المناخ والاستدامة من ضمن الأولويّات العاجلة، لا سيّما في دول الخليج التي تدعو إلى إدراج "التعليم من أجل التنمية المستدامة" في المناهج الدراسيّة لمواجهة التحديّات البيئيّة المحليّة مثل التصحّر. وأخيرًا، برزت قضية تمويل التعليم كهمٍّ ملحٍّ، حيث شدّد الممثّلون على ضرورة دعم المجتمع الدولي لتجاوز فجوات التمويل في القطاعات التعليمية ذات الموارد المحدودة.
2. ما هي الإجراءات التحولية الضروريّة لتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة في المنطقة العربية؟
لتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، يجب على الدول العربية إعطاء الأولويّة للعديد من الإجراءات التحويليّة. يعدّ بناء أنظمة تعليمية مرنة تحافظ على استمرارية التعلّم خلال الأزمات أمرًا حاسمًا، خاصة في المناطق المتأثّرة بالصراعات. كما أنّ تعزيز السياسات التعليميّة الشاملة لمعالجة الحواجز التي تواجه المجموعات المهمّشة، بما في ذلك اللاجئين والفتيات، أمرٌ أساسيٌّ. يحتاج الأمر إلى زيادة الاستثمار في التحوّل الرقميّ لسدّ الفجوة الرقميّة وتحديث آليات تقديم التعليم. كما أن تعزيز الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة (ECCE) سيوفّر أساسًا قويًّا للتعلّم مدى الحياة. بالإضافة إلى ذلك، سيسهم تطوير أطر رصد قويّة في ضمان المساءلة وتتبّع التقدّم نحو التزامات قمّة تحويل التعليم (TES) والاجتماع العالمي للتعليم (GEM).
3. كيف يمكن للدول العربيّة دمج التعليم المناخي والاستدامة البيئية في أنظمتها التعليمية؟
يمكن للدول العربية دمج التعليم المناخي والاستدامة في أنظمتها التعليميّة من خلال إدراج "التعليم من أجل التنمية المستدامة" في المناهج التعليمية، ومعالجة التحديّات البيئيّة المحليّة مثل ندرة المياه. كما أنّ تعزيز المبادرات الرامية إلى خضرنة المدارس، بما في ذلك البنية التحتيّة ذات الكفاءة في استهلاك الطاقة والحفاظ على الموارد، سيساهم في تعزيز الممارسات المستدامة. استخدام المواد التعليميّة الخاصّة بالسياق التي تربط الاستدامة البيئية بالتراث الثقافي سيزيد من ملاءمتها. كما أن برامج التطوير المهني لبناء قدرات المعلمين في تعليم المناخ، التي تدعمها اليونسكو، تعتبر أساسيّة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن الاستفادة من وسائل الإعلام والتكنولوجيا لتوسيع نطاق الوعي وإدراج موضوعات الاستدامة في التعليم غير الرسمي.
4. ما هي الآليّات التي يتم وضعها لمتابعة الاجتماع العالمي للتعليم وإعلان فورتاليزا؟
تمثّل الآليّات الفعّالة للمتابعة عنصرًا أساسيًّا لضمان تحقيق أهداف الاجتماع العالمي للتعليم وإعلان فورتاليزا في المنطقة العربية. تتطلّب هذه الآليات تعزيز أنظمة جمع البيانات وتحليلها، إلى جانب تحسين آليات إعداد التقارير لتوفير صورة دقيقة وشاملة عن التقدّم المحرز في مجالات الانصاف والجودة في التعليم. وتلعب الجهود التعاونية مع المنظمات الدوليّة والإقليميّة، مثل اليونسكو ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، دورًا محوريًّا في توجيه الاستراتيجيات الإقليمية بما يتماشى مع أهداف قمّة تحويل التعليم (TES) والاجتماع العالمي للتعليم (GEM). يمكن أيضًا الاستفادة من المنصات الإقليمية، مثل مجموعة الدعم العربية للهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، لتفعيل المساءلة وتعزيز حشد الموارد، مما يضمن اتباع مقاربة منسقة ومتكاملة لدفع عجلة تنفيذ الأولويات التعليمية.
أحدث المنشورات
القائمة الكاملةاليونسكو
المستقبل على المحك: لماذا الاستثمار في التعليم أمر بالغ الأهمية؟
يسلط هذا التقرير، الذي أعدّته اللجنة التوجيهية الرفيعة المستوى المعنية بالهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة (SDG4) بالتعاون مع الشراكة العالمية من أجل التعليم (GPE) ونُشر في عام 2024، الضوء على الحاجة المُلِحّة لتعزيز الاستثمار في التعليم كوسيلة أساسية لمواجهة التحديات العالمية، بما في ذلك تغيّر المناخ، والتطورات التكنولوجية، والتحوّلات الديموغرافية.
اليونسكو
المدن العربية تتألق في جوائز مدن التعلم لليونسكو لعام 2024
تُحرز المدن العربية تقدمًا كبيرًا في مجال التنمية المستدامة والتعلم مدى الحياة، مع تركيز متزايد على إنشاء بيئات تعليمية شاملة تُسهم في تحقيق الأهداف التنموية المحلية والعالمية. وقد احتفلت جوائز مدن التعلم لعام 2024، التي تُمنح من قِبَل اليونسكو، بهذه الجهود، مبرزةً المدن العربية التي تميزت في بناء مجتمعات تعليمية.
اليونسكو
مؤتمر اليونسكو العالمي الثالث للموارد التعليمية المفتوحة: تعزيز الوصول الشامل إلى المعرفة
انطلق مؤتمر اليونسكو العالمي الثالث للموارد التعليمية المفتوحة (OER) في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، في مركز دبي التجاري العالمي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ليكون المرة الأولى التي يُستضاف فيها هذا الحدث في العالم العربي. نظّم مؤتمر اليونسكو بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة (MBRF)واستقطب أكثر من 500 مشارك ومشاركة من نخبة القادة العالميين، وصنّاع السياسات، وممثلي المؤسسات التعليمية، بما في ذلك وزراء، وأكاديميون، وخبراء من القطاع الخاص. وتركّزت المناقشات على مدار يومين حول تعزيز الاستفادة من الموارد التعليمية المفتوحة والتقنيات الناشئة، بهدف تحقيق وصول عادل وشامل إلى التعليم، وتقليص الفجوة الرقمية على الصعيد العالمي.
اليونسكو
الأمم المتحدة تحتفي في شهر ديسمبر/كانون الأول بحقوق الإنسان، والأشخاص ذوي الإعاقة، واللغة العربية
تُحيي الأمم المتحدة في شهر ديسمبر/كانون الأول ثلاث مناسبات بارزة تُعنى بحقوق الإنسان، وبحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وباللغة العربيّة، ممّا يجعل هذا الشهر فرصةً عالميّةً للتفكير والعمل. وتقود اليونسكو الجهود لتعزيز التعليم الشامل، وحماية حقوق الإنسان، والاحتفاء بالإرث الثقافيّ واللغويّ للّغة العربيّة، من خلال سلسلة من الفعاليات والمبادرات.