العودة

التعليم في المنطقة العربية: مواجهة التحديات من خلال تنفيذ إجراءات تحولية

اليونسكو
2024 - 10 - 04
معَ بدايةِ العامِ الدِّراسِي الجَديد، تتَّجهُ الأَنظارُ نحوَ التّعليمِ كَمصدرٍ للإلهامِ والتحوُّل في لبنانَ والمنطقةِ العربِيّة. فَفي الوقتِ الّذي يتّسمُ بِالتَّغيُّراتِ السَّريعةِ والتَّحَدِّيات المُتَزَايدَة، يَبقى التَّعليمُ أداةً قَويَّةً لإِعَادَةِ صِياغةِ مُستقبلِنا، فَهو لَم يَعدْ مُقتَصِرَاً عَلى الكُتُبِ المدرسية؛ بل يَشمَلُ اليومَ تَعزيزَ ثَقَافةِ الفُضُولِ والصُّمودِ والابتِكار.
معَ بدايةِ العامِ الدِّراسِي الجَديد، تتَّجهُ الأَنظارُ نحوَ التّعليمِ كَمصدرٍ للإلهامِ والتحوُّل في لبنانَ والمنطقةِ العربِيّة. فَفي الوقتِ الّذي يتّسمُ بِالتَّغيُّراتِ السَّريعةِ والتَّحَدِّيات المُتَزَايدَة، يَبقى التَّعليمُ أداةً قَويَّةً لإِعَادَةِ صِياغةِ مُستقبلِنا، فَهو لَم يَعدْ مُقتَصِرَاً عَلى الكُتُبِ المدرسية؛ بل يَشمَلُ اليومَ تَعزيزَ ثَقَافةِ الفُضُولِ والصُّمودِ والابتِكار.
يَشهَدُ التَّعليمُ في لبنانَ والمنطقة العربية حقبةً جديدة، تتَّسمُ بالالتزامِ والشُّموليّةِ والاستدامةِ والتّميزِ، حيثُ تتبَنَّى المَدَارِسُ والمُؤسَّساتُ التَّعليمية أساليبَ تَعليميةً حديثةً، وتَدمجُ التكنولوجيا وتوفرُ بِيئاتٍ تُمكّنُ المُتعلّمينَ من التفوقِ أَكادِيمياً وشَخصياً. ولا يعدُّ هذا التحوّلُ مجرَّد اتجاهٍ عابر؛ بل هُو تحوّلٌ عميقٌ يهدفُ إلى إعدادِ المُتعلّمين لعالمٍ يتطلّبُ الإبداعَ والقدرةَ على التّكيف. ويتمحورُ هذا التحوّلُ حولَ التّركيزِ عَلى تعليمِ مَهاراتِ القرنِ الحَادي والعَشرين وتَطويرِ المَهاراتِ الشخصية، التي تُعتبرُ ضَروريةً لِمواجَهةِ تعقيداتِ العالمِ الحديثِ والنجاحِ في بيئاتٍ متنوعةٍ ودِينامِيكية.
يُعدُّ الابتكارُ جوهرَ هذا التطوّرِ التعليمي، حيثُ يبتكرُ المُعلِّمون طرقاً جديدةً من المِنصاتِ الرّقميةِ التفاعليةِ إلى تجاربِ التعلّم العَملية، لإشراكِ المُتعلّمين وجعلِ التعليمِ أكثرَ صلةً بالواقعِ.
 في لبنان، تُبذل جهودٌ كبيرَةٌ لدمجِ التكنولوجيا في الفصولِ الدّراسيةِ، ممّا يُمكِّن المُتعلّمين من التّواصلِ مع الأفكارِ والمنظوراتِ العالمية. وبالمثلِ، يشهدُ العالمُ العربي تَركيزاً متزايداً على تعليمِ العلومِ والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) ومحو الأمّية الرقمية، ممَّا يزوّدُ المُتعلّمين بالمَهاراتِ الضَّروريةِ لسوقِ العملِ الحالي. ومع ذلك، تواجهُ المجتمعاتُ الإنسانيةُ تحدياتٍ مزدوجة تتمثلُ في التحولاتِ الرقمية والخضراء. فمع أنّ التكنولوجيا تَعِدُ بالتقدم، إلّا أنًّها تثيرُ قضايا أخلاقية، خاصةً مع تطوّرِ الذكاءِ الاصطناعي، كَما أنها تُعزّزُ تأثيرَ الرّقمنةِ على التّغيرِ المناخي. إنّ التطورَ السريعَ للذكاءِ الاصطناعي المولَّد يفوقُ قدرةَ التشريعاتِ على التكيفِ، ويُعَدُّ النموذجُ الاستخرَاجيُّ للاقتصادِ الرقميّ والنفاياتِ الإِلكترونيِّة من التحدياتِ التي تقوِّضُ التنميةَ المُستدَامة.
تُعتبرُ الشّمولية ركنَاً أساسيّاً آخر‌ في هذا التحوّلِ التعليمي، حيثُ تركّزُ المدارسُ بازديادٍ على خلقِ بيئاتٍ تُمكّنُ كلّ متعلمٍ _ مهما كانت خَلفيته _ من النجاح. يتضمّنُ ذلكَ تلبيةَ احتياجاتِ المتَعلّمين ذَوي الإعاقة، وتوفيرِ الدعمِ لِلمتعلّمين من المجتمعاتِ المحرومة، وضمانِ وصولِ المواردِ التعليميةِ للجميع، وتعزيزِ بيئةٍ شاملةٍ لا تدعمُ النجاحَ الفَرديّ فحَسب، بل تُساهمُ أيضاً في بناءِ مُجتمعٍ أكثرَ عدلاً.
أصبحتِ الاستدامةُ في لبنانَ والمنطقةِ العربية جزءاً لا يتجزَّأُ من التعليم ، إذ بدأَ الاعتراف بأهمية تعليم المتعلمين حول القضايا البيئية والممارساتُ المستدامةُ يتزايدُ من خلالِ التعليم من أجلِ التنميةِ المُستدامة، وتعملُ المدارسُ على دمجِ مُمارساتِ التعليمِ الأخضرِ في مَناهجِها، ممَّا يساعدُ المتعلّمين على فهمِ أهمّيةِ حمايةِ كوكَبِنا.
هذه المُقاربَةُ لا ترفعُ مستوى الوَعي فقط، بل تُمَكِّن المتعلمين من اتخاذِ أدوارٍ فاعلةٍ في مُجتمعاتِهم. كما يجبُ على نظُمِ التعليمِ أن تُعزّزَ العقلياتِ المُتمَحوِرة حَولَ الإنسانِ والكفاياتِ الرّقمية لِتتَماشَى مع هَذه التحوّلات، ممّا يضمنُ دَعمَ التكنولوجيا للأهدافِ المُستدامةِ والأَخلاقية.
 ويبدو أن التعليمَ في لبنان والمنطقة العربية مُعتمِداً على الابتكار والشمولية والاستدامة يُمهد الطريقَ لمستقبلٍ أكثرَ إشراقاً وتقدّماً. وتساهم المؤسساتُ التعليمية وصنّاع السياسات والمجتمعاتُ في هذا التحوّل، ممّا يخلقُ بيئاتٍ تُمكِّنُ المتعلّمينَ من التفوّقِ والمساهمةِ بفعاليةٍ في المجتمع.
مع دخولِنا هذا العامَ الدراسي الجديد، من الضّروري أن ندركَ التقدّمَ الذي أَحرزناه ونتطلّعَ إلى الفرصِ التي تنتظرُنا.
 يُعتبَرُ الاستثمارُ في نُظُمنَا التّعليمية استثماراً لإمكانياتِ كلّ متعلّم، حيثُ نعمل على تعزيزِ ثقافةِ التعلّم التي تُمكِّنُ الجيلَ القادمَ من القيادةِ برؤيةٍ ورحمةٍ ونزاهة.
اضغط هنا لتعلم المزيد عن عمل اليونسكو في مجال التعلم الرقمي والتحول.

أحدث المنشورات

القائمة الكاملة
اليونسكو

المستقبل على المحك: لماذا الاستثمار في التعليم أمر بالغ الأهمية؟

يسلط هذا التقرير، الذي أعدّته اللجنة التوجيهية الرفيعة المستوى المعنية بالهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة (SDG4) بالتعاون مع الشراكة العالمية من أجل التعليم (GPE) ونُشر في عام 2024، الضوء على الحاجة المُلِحّة لتعزيز الاستثمار في التعليم كوسيلة أساسية لمواجهة التحديات العالمية، بما في ذلك تغيّر المناخ، والتطورات التكنولوجية، والتحوّلات الديموغرافية.
اليونسكو

المدن العربية تتألق في جوائز مدن التعلم لليونسكو لعام 2024

تُحرز المدن العربية تقدمًا كبيرًا في مجال التنمية المستدامة والتعلم مدى الحياة، مع تركيز متزايد على إنشاء بيئات تعليمية شاملة تُسهم في تحقيق الأهداف التنموية المحلية والعالمية. وقد احتفلت جوائز مدن التعلم لعام 2024، التي تُمنح من قِبَل اليونسكو، بهذه الجهود، مبرزةً المدن العربية التي تميزت في بناء مجتمعات تعليمية.
اليونسكو

مؤتمر اليونسكو العالمي الثالث للموارد التعليمية المفتوحة: تعزيز الوصول الشامل إلى المعرفة

انطلق مؤتمر اليونسكو العالمي الثالث للموارد التعليمية المفتوحة (OER) في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، في مركز دبي التجاري العالمي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ليكون المرة الأولى التي يُستضاف فيها هذا الحدث في العالم العربي. نظّم مؤتمر اليونسكو بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة (MBRF)واستقطب أكثر من 500 مشارك ومشاركة من نخبة القادة العالميين، وصنّاع السياسات، وممثلي المؤسسات التعليمية، بما في ذلك وزراء، وأكاديميون، وخبراء من القطاع الخاص. وتركّزت المناقشات على مدار يومين حول تعزيز الاستفادة من الموارد التعليمية المفتوحة والتقنيات الناشئة، بهدف تحقيق وصول عادل وشامل إلى التعليم، وتقليص الفجوة الرقمية على الصعيد العالمي.
اليونسكو

الأمم المتحدة تحتفي في شهر ديسمبر/كانون الأول بحقوق الإنسان، والأشخاص ذوي الإعاقة، واللغة العربية

تُحيي الأمم المتحدة في شهر ديسمبر/كانون الأول ثلاث مناسبات بارزة تُعنى بحقوق الإنسان، وبحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وباللغة العربيّة، ممّا يجعل هذا الشهر فرصةً عالميّةً للتفكير والعمل. وتقود اليونسكو الجهود لتعزيز التعليم الشامل، وحماية حقوق الإنسان، والاحتفاء بالإرث الثقافيّ واللغويّ للّغة العربيّة، من خلال سلسلة من الفعاليات والمبادرات.