العودة
محادثة حول الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة: تحويل التعليم من أجل مستقبل مستدام
اليونسكو
2023 - 12 - 04
في مقابلةٍ حصريٍّة مع السيّدة ابتسام أيوب، الأمين العام للّجنة الوطنيّة الأردنيّة للتربية والثقافة والعلوم، نتعرّف إلى الدور الحاسم لتحويل التعليم في المشهد التعليميّ الديناميكي اليوم وكيف يساهم في تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة.
في مقابلةٍ حصريٍّة مع السيّدة ابتسام أيوب، الأمين العام للّجنة الوطنيّة الأردنيّة للتربية والثقافة والعلوم، نتعرّف إلى الدور الحاسم لتحويل التعليم في المشهد التعليميّ الديناميكي اليوم وكيف يساهم في تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة.
ما هو مفهوم "تحويل التعليم"، وكيف يتجلّى في الساحة التعليميّة اليوم؟
يشكّل تحويل التعليم أولويّةً قصوى في عالمنا اليوم، خاصّةً في ضوء تأثيره العميق على المعرفة وقدرته على مواجهة التحديّات العالميّة، لا سيّما في أعقاب جائحة كوفيد-19. وفي أعقاب قمّة تحويل التعليم التي انعقدت في نيويورك من 17 إلى 19 أيلول/سبتمبر 2022، برزت حاجة ملحّة لحشد الجهات السياسية بهدف تحديد ومعالجة التحديّات التي تواجهنا. يستلزم تحويل التعليم على المستوى الشخصيّ، تعزيز التفكير النقديّ، وتعزيز مهارات حلّ المشكلات، وإعداد المتعلمين لسوق العمل في المستقبل، ومعالجة تغيّر المناخ، وضمان استعداد المتعلمين لمتطلّبات القرن الحادي والعشرين. وتقوم اللجنة التوجيهية الرفيعة المستوى المعنية بالهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة الخاص بالتعليم حتى عام 2030 بدورٍ محوريٍّ في دفع عجلة التحوّل التعليميّ العالميّ إلى الأمام. ويتمّ تنفيذ الإجراءات والمبادرات الرئيسية لضمان جودة التعليم للجميع في الدول العربيّة.
تؤدّي اللّجنة التوجيهيّة الرفيعة المستوى دورًا محوريًا في دفع عجلة تحويل التعليم على الصعيد العالمي إلى الأمام. بصفتكم عضوًا في هذه اللّجنة، هل يمكنكم مشاركة بعض الإجراءات والمبادرات الرئيسية التي تم تنفيذها لضمان جودة التعليم للجميع في الدول العربية؟
بالطبع. خلصت قمة تحويل التعليم إلى التزامات حاسمة تعمل اللجان الإقليمية باستمرار على تطبيقها. نحن نعقد ورش عمل ونتتبع المؤشرات المتعلقة بالهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة. بالإضافة إلى ذلك، ستركّز الندوات عبر الإنترنت التي تنظّمها المنظّمة العربيّة للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) هذا الشهر على تعليم المواطنة والفاقد التعليمي. وعلى مدار العام، ننظّم مشاورات إقليميّة عبر الإنترنت لمواكبة التطوّرات ولاستحداث السياسات وضمان تطبيقها.
تعدّ مشاركة الشباب جانبًا مهمًا لتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة. هل يمكنكم شرح مبادرة مشاركة الشباب في سياق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة وإخبارنا عن نجاحات أو استراتيجيّات ملحوظة في هذا الصدد؟
تعدّ مشاركة الشباب أمرًا مهمًا وأساسيًّا، وفي الوقت الحالي، تعمل 17 دولة من أصل 120 دولة على إشراك الشباب في تحويل التعليم. لذا نشجّع البلدان جميعها على تبنّي هذا المسار ومنح الشباب دورًا نشطًا في صنع السياسات ومنصةً لتبادل آرائهم. في هذا الإطار، على المستوى الإقليمي، تعمل اليونسكو على تنفيذ مؤشّرات في السنوات المقبلة لضمان مشاركة الشباب.
تهدف المبادرات العالميّة لقمّة تحويل التعليم إلى حشد المزيد من الدعم المالي والفني والسياسي لتنفيذ الدعوات إلى العمل. ما كان تأثير هذه المبادرات على التقدم نحو تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة ونحو توسيع نطاق الوصول إلى التعليم الجيّد على مستوى عالمي؟
ركّزت مبادرات قمّة تحويل التعليم على العديد من المجالات الرئيسية، بما في ذلك التعليم في حالات الطوارئ، والتعلم التأسيسي (الذي يشمل مهارات القراءة والرياضيات، وما إلى ذلك)، وخضرنة التعليم، والتحوّل الرقمّي، وتعزيز مهنة التعليم. وقد تمّ التركيز بشكلٍ كبيرٍ على تخطيط الميزانيّة لإعطاء الأولويّة للتعليم. كما أنّ الجهود التعاونية ضروريّة لدعم البلدان وتأمين وصول الجميع إلى التعليم الجيّد.
بصفتكم عضوًا في اللجنة التوجيهيّة الرفيعة المستوى، ما هي النصائح أو التوصيات التي تقدّمونها للحكومات والمنظمات والأفراد الذين يتطلّعون إلى مساهمةٍ مجديةٍ في تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة؟
أعتقد أنّ تعزيز الشراكات مع الدول الأعضاء، وزيادة الوعي على المستويات المدرسية والقطريّة والإقليميّة، وتبادل قصص النجاح، هي جميعها خطوات أساسية. ولا ينبغي صياغة السياسات الناشئة عن الاجتماعات والمشاورات الإقليمية فحسب، بل يجب تنفيذها أيضًا. وفي رأيي أنّنا نحتاج أيضًا إلى التركيز على إجراء البحوث ومعالجة فجوات البيانات، وضمان التمويل المستدام للتعليم. ورغم أننا أطلقنا سياسات ومبادرات في عام 2015، لا نزال في منتصف الطريق ولا يزال الطريق طويل لتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة بالكامل.
الخاتمة
وفي الختام، إن الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة ينص على "ضمان التعليم الجيّد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة للجميع" له دورٌ بالغ الأهميّة في معالجة التحدياّت العالميّة في المشهد التعليمي. وهو بمثابة حافز للتحوّل، الذي يشمل التفكير النقدي، والاستعداد لسوق العمل المتطوّر، والقدرة على التكيف مع متطلبات القرن الحادي والعشرين. إنّ التزام اللجنة التوجيهيّة رفيعة المستوى، بمبادراتها الحاسمة وتركيزها الثابت على التعليم الجيّد في الدول العربية، هو شهادة على التفاني المشترك في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وتؤكّد المشاركة النشطة للشباب في هذه الرحلة التحويليّة أهميّة أصواتهم وأفكارهم في تشكيل مستقبل التعليم. وبينما نتطلّع إلى المستقبل، فإن ّالجهود التعاونية والالتزامات الراسخة والمبادرات المستمرة هي المفتاح لتحقيق الأهداف الطموحة للهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، ما يقرّبنا أكثر من بناء عالمٍ لا يكون فيه التعليم الجيّد الشامل للجميع مجرّد هدفٍ بل حقيقة.
أحدث المنشورات
القائمة الكاملةاليونسكو
المستقبل على المحك: لماذا الاستثمار في التعليم أمر بالغ الأهمية؟
يسلط هذا التقرير، الذي أعدّته اللجنة التوجيهية الرفيعة المستوى المعنية بالهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة (SDG4) بالتعاون مع الشراكة العالمية من أجل التعليم (GPE) ونُشر في عام 2024، الضوء على الحاجة المُلِحّة لتعزيز الاستثمار في التعليم كوسيلة أساسية لمواجهة التحديات العالمية، بما في ذلك تغيّر المناخ، والتطورات التكنولوجية، والتحوّلات الديموغرافية.
اليونسكو
المدن العربية تتألق في جوائز مدن التعلم لليونسكو لعام 2024
تُحرز المدن العربية تقدمًا كبيرًا في مجال التنمية المستدامة والتعلم مدى الحياة، مع تركيز متزايد على إنشاء بيئات تعليمية شاملة تُسهم في تحقيق الأهداف التنموية المحلية والعالمية. وقد احتفلت جوائز مدن التعلم لعام 2024، التي تُمنح من قِبَل اليونسكو، بهذه الجهود، مبرزةً المدن العربية التي تميزت في بناء مجتمعات تعليمية.
اليونسكو
مؤتمر اليونسكو العالمي الثالث للموارد التعليمية المفتوحة: تعزيز الوصول الشامل إلى المعرفة
انطلق مؤتمر اليونسكو العالمي الثالث للموارد التعليمية المفتوحة (OER) في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، في مركز دبي التجاري العالمي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ليكون المرة الأولى التي يُستضاف فيها هذا الحدث في العالم العربي. نظّم مؤتمر اليونسكو بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة (MBRF)واستقطب أكثر من 500 مشارك ومشاركة من نخبة القادة العالميين، وصنّاع السياسات، وممثلي المؤسسات التعليمية، بما في ذلك وزراء، وأكاديميون، وخبراء من القطاع الخاص. وتركّزت المناقشات على مدار يومين حول تعزيز الاستفادة من الموارد التعليمية المفتوحة والتقنيات الناشئة، بهدف تحقيق وصول عادل وشامل إلى التعليم، وتقليص الفجوة الرقمية على الصعيد العالمي.
اليونسكو
الأمم المتحدة تحتفي في شهر ديسمبر/كانون الأول بحقوق الإنسان، والأشخاص ذوي الإعاقة، واللغة العربية
تُحيي الأمم المتحدة في شهر ديسمبر/كانون الأول ثلاث مناسبات بارزة تُعنى بحقوق الإنسان، وبحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وباللغة العربيّة، ممّا يجعل هذا الشهر فرصةً عالميّةً للتفكير والعمل. وتقود اليونسكو الجهود لتعزيز التعليم الشامل، وحماية حقوق الإنسان، والاحتفاء بالإرث الثقافيّ واللغويّ للّغة العربيّة، من خلال سلسلة من الفعاليات والمبادرات.