العودة

تمكين العقول: تحويل التعليم من أجل مستقبل أكثر استدامة في البلدان العربية

اليونسكو
2023 - 11 - 01
في عالم سريع التغير، حيث تحديات تغير المناخ، وعدم المساواة الاجتماعية، والابتكار التكنولوجي في التعليم يعيد رسم مشهد المجتمعات العربية، يشكّل التعليم منارة الأمل. بالفعل ليس مجرد وسيلة لنقل المعرفة، ولكنه أداة قوية لتغيير حياة الناس، وسد الفوارق، وتمهيد الطريق لمستقبل مستدام.
في عالم سريع التغير، حيث تحديات تغير المناخ، وعدم المساواة الاجتماعية، والابتكار التكنولوجي في التعليم يعيد رسم مشهد المجتمعات العربية، يشكّل التعليم منارة الأمل. بالفعل ليس مجرد وسيلة لنقل المعرفة، ولكنه أداة قوية لتغيير حياة الناس، وسد الفوارق، وتمهيد الطريق لمستقبل مستدام.
وفي خضم هذه التغيرات في المجتمعات العربية، يمكن للمرء أن يشهد القوة التحويلية للتعليم وهي تتجذر في أشكال مختلفة. ومن تعزيز قدرات المعلمين، إلى مبادرات التعليم الشامل، إلى البرامج التي تعد المتعلمين للعصر الرقمي، يبرز التعليم باعتباره الخيط المشترك بين كلّ هذه المجالات. تجسد هذه القصص قدرة التعليم على التكيف وطبيعة التفكير المستقبلي، مما يدل على قدرته ليس فقط على سد الفوارق ولكن أيضًا لتزويد الأفراد بالمهارات والمعرفة اللازمة للنجاح في عالم دائم التطور.
تعزيز قدرات المعلمين
المعلمون هم أساس العمليّة التربويّة وحجر الأساس في التعليم وهم العنصر الأقوى لنقل التعليم التحويلي لجيل يمكنه تحويل علاقتنا مع البشرية والكوكب. قامت اليونسكو بتطوير دورات تدريبية عبر الإنترنت للمعلمين في المنطقة العربية، وهي متاحة على بوابة التعلم Kodrat (https://kodrat-unescoregional.com/). وقد تجلى الالتزام بتعزيز قدرات المعلمين في المنطقة العربية أيضًا من خلال الجهود التعاونية التي بذلها مكتب اليونسكو الإقليمي متعدد القطاعات للدول العربية - بيروت ومؤسسة الفكر العربي (ATF). وقد أسفرت هذه الشراكة عن مورد رائع يعرف باسم مرجع ممارسات التعليم والتعلم الواعدة. يتيح هذا المرجع للمعلمين الفرصة من الوصول إلى عدد كبير من نماذج ناجحة وقصص مؤثرة في التعليم والتعلّم، كل منها يمثل مقاربة مبتكرة. ويسلط المرجع الضوء على مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك الدور الحاسم للمعلمين في قيادة التحول الرقمي للتعليم، ومساهماتهم في تعزيز مبادرات التعليم الأخضر، والمواطنة العالمية، وجهودهم في رعاية المهارات الأساسية وتنمية الكفايات المعقدة. وتعد هذه الكفايات ضرورية للمتعلمين لمواجهة التحديات المتعددة الأوجه في القرن الحادي والعشرين مما يزيد من التأكيد على الدور الأساسي للمعلمين في تشكيل مستقبل التعليم وعالمنا المشترك.
قوة التعليم الشامل في الأردن
في قلب العاصمة الأردنية النابضة بالحياة، عمان، تقف "مبادرة التعليم الشامل" كمحفز رائع للتغيير التحويلي. لقد تولى هذا المشروع المهمة الحاسمة المتمثلة في تلبية الاحتياجات التعليمية المميزة للمتعلمين ذوي الإعاقة، مع ضمان عدم ترك أي فرد مهمشًا. في الأردن، تطوير سيايات التعليم الشامل أثمر بفوائد ملموسة ومتعددة الأوجه، تتجاوز مجرد تعزيز إمكانية الوصول. في الواقع، فقد أدى ذلك إلى خلق بيئة تعليمية لا يتم فيها احتضان وجهات النظر المتنوعة فحسب، بل يتم الاحتفاء بها أيضًا. تعد هذه المبادرة بمثابة شهادة مقنعة على التأثير العميق الذي يمكن أن يحدثه التعليم في تفكيك الحواجز الاجتماعية والثقافية مع تعزيز ثقافة الشمولية في البلدان العربية. تثبت هذه المبادرة وتشدد على قوة الإطار التعليمي المنصف والشامل في تجاوز الحدود التقليدية، والمساهمة في تنمية مجتمع يقدر التنوع ويمكّن كل فرد من تحقيق أقصى إمكاناته.
مقاربات مبتكرة للتعلم في دولة الإمارات العربية المتحدة
لقد وضعت دولة الإمارات العربية المتحدة نفسها بلا منازع كدولة رائدة في عالم التقدم التكنولوجي، وهو التزام يتردد صداه بعمق في نظامها التعليمي. وفي طليعة هذا المسعى تقف مبادرة "التعلم الذكي"، وهي جهد تعاوني بالشراكة مع اليونسكو، والتي نظمت تحولًا عميقًا داخل الفصول الدراسية في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة. وبموجب هذه المبادرة، يتم تجهيز المتعلمين بأحدث التقنيات وأدوات التعلم التفاعلية والمناهج المصممة بدقة والتي تمثل شهادة على استعدادهم للعصر الرقمي. إن التزام دولة الإمارات العربية المتحدة الراسخ بالمناهج التربوية المبتكرة لا يعكس نظرتها التقدمية فحسب، بل يعمل أيضًا كمنارة تنير الطريق للقادة الناشئين في مجالات التكنولوجيا والابتكار، وبالتالي تعزيز دور الدولة على الساحة العالمية.
التعليم من أجل التنمية المستدامة في المملكة العربية السعودية
لقد لعبت المملكة العربية السعودية دورًا محوريًّا في مواجهة تحديات الاستدامة في التعليم. ومن الأمور الأساسية لهذا الالتزام سياستها المتمثلة في دمج التعليم من أجل التنمية المستدامة في نظام التعليم السعودي في إطار رؤية البلاد 2030 واستراتيجية التنمية المستدامة الرامية إلى نقل المعرفة للمتعلمين حول الحفاظ على البيئة، ومصادر الطاقة المتجددة، والممارسات الزراعية المستدامة.
الحفاظ على التراث الثقافي من خلال التعليم
إنّ الحفاظ على التراث الثقافي يحتلّ مركز الصدارة ضمن شبكة المدارس المنتسبة لليونسكو (ASPnet). تكرس مدارس ASPnet في جميع أنحاء العالم جهودها لغرس شعور عميق بالتقدير الثقافي بين المتعلمين. ومن خلال المبادرات التعليمية المبتكرة، تسعى هذه المؤسسات جاهدة لضمان ليس فقط الاحتفاء بالتراث الثقافي، بل أيضًا حمايته بشكل فعال للأجيال القادمة. تم تصميم هذا البرنامج التعليمي لتطوير أساليب ومواد تعليمية جديدة وفعالة يتمثل هدفها الشامل في إدخال وتعزيز تعليم التراث العالمي ضمن المناهج الدراسية للغالبية العظمى من الدول الأعضاء في اليونسكو.
التعاون العالمي من أجل مستقبل أكثر إشراقا في قطر
قطر، دولة ذات رؤية عالمية، تشارك بنشاط في التعاون العالمي من أجل تحويل التعليم من خلال مبادرات مثل "مؤسسة التعليم فوق الجميع"، تعمل قطر مع شركاء دوليين لضمان التعليم الجيد للأطفال الضعفاء في جميع أنحاء العالم. إن التزام المؤسسة بتوفير فرص التعليم والمساواة يجسد كيفية مساهمة الدول العربية في جهود التعليم العالمية. في العالم العربي، التعليم ليس مجرد وسيلة لتحقيق غاية؛ إنه الطريق إلى مستقبل أكثر إشراقًا واستدامة. ومن خلال التعليم الشامل، والأساليب المبتكرة، والالتزام بالاستدامة، تمهد الدول العربية الطريق للتغيير الإيجابي. تلعب اليونسكو دور المحفز لهذه التحولات لأن التعليم يدفع عجلة التقدم ويمكّن العقول.
ومن خلال هذه المبادرات التحويلية، لا تقوم الدول العربية بإعداد شبابها لمستقبل مستدام فحسب، بل إنها تجسد أيضًا كيف يمكن للتعليم أن يدفع التقدم، ويعزز الشمولية، ويساهم في تمكين العقول. في عالم دائم التغير، تقدم هذه القصص لمحة عن مستقبل أكثر إشراقًا وإنصافًا مدفوعًا بقوة التعليم والجهد الجماعي.

أحدث المنشورات

القائمة الكاملة
اليونسكو

لمحة حول الندوة الإلكترونية رقم 4 الخاصّة بمرجع ممارسات التعليم والتعلّم الواعدة -تربية 21

نظم مكتب اليونسكو الإقليمي متعدّد القطاعات في بيروت سلسلة من الندوات عبر الإنترنت، كجزء من مشروع تربية 21 الخاصّ بمرجع ممارسات التعليم والتعلم الواعدة ، الذي يهدف إلى تحسين جودة التعليم في جميع أنحاء العالم العربي. غطت السلسلة، التي استمرت من أيلول/سبتمبر إلى كانون الأول/ديسمبر 2023، مجموعة من المواضيع المهمة، بما في ذلك جودة التعليم والتعلم (6 أيلول/سبتمبر)، وتعزيز معرفة اللغة العربية (7 أيلول/سبتمبر)، والتحول الرقمي للتعليم (24 تشرين الأول/أكتوبر)، والتعليم من أجل التنمية المستدامة/ تخضير التعليم (28 تشرين الثاني/نوفمبر) والتطوير المهني للمعلمين (12 كانون الأول/ديسمبر).
اليونسكو

Insights from Tarbiyah21 Repository webinar series

The UNESCO Multisectoral Regional Office in Beirut recently hosted a series of webinars, as part of the Tarbiyah21 Repository of Teaching and Learning Practices’ project, aimed at improving education quality across the Arab world. The series, which ran from September to December 2023, covered a range of critical topics, including Quality Teaching and Learning (6 September), Promoting Arabic Literacy (7 September), Digital Transformation of Education (24 October), Education for Sustainable Development/Greening Education (28 November) and Teacher Professional Development (12 December).
اليونسكو

Global report on teachers: addressing teacher shortages; highlights

UNESCO and the Teacher Task Force presented the highlights of the first global report on teachers on 8 November 2023 during UNESCO’s General Conference.
اليونسكو

UNESCO- Iraq's Ministry of Education transforming vocational education

UNESCO's Technical and Vocational Education and Training (TVET) programme, in collaboration with Iraq's Ministry of Education and supported generously by the EU, has played a pivotal role in enhancing vocational education and employability in the country. Focusing on five “Pilot” schools in Erbil, Mosul, Baghdad, Karbala, and Basra, the initiative aims to transform these institutions into Centers of Vocational Excellence.