العودة

كيف أتعلّم بلغة لا أفهمها؟

اليونسكو
2023 - 02 - 21
التعليم المتعدد اللغات والقائم على اللغة الأم: طريق إلى التعلم والهويّة والسلام والتّنمية المستدامة
MalikNalik/Shutterstock.com 

تتيح بعض بلدان العالم فرصًا للتعلم المتعدد اللغات، أما البعض الآخر، الذي يعتبر أنّ تعدد اللغات تحدٍّ، فلا يتيح التعليم إلا بلغة واحدة. وتلك خسارة كبيرة لتراثنا اللغوي المشترك وحاجز يحول دون إدماج العديد من المتعلمين وتقدّمهم الأكاديمي والاجتماعي والعاطفي والتأسيسي.

فعندما يُتاح التعليم والتعلم فقط باللغة الطاغية أو الرسمية للبلد، تصعب على الأقليات والشعوب الأصلية الاستفادة من الفرص المتوفرة. وينطبق ذلك على اللاجئين والنازحين الذين يجدون نفسهم مستبعدين من التعليم في البلدان المستضيفة التي لا توفر التعليم بلغتهم الأم أو بلغة يفهمونها أو يتقنونها. وبالتالي، يتعذر على العديد من الأطفال والشباب الانتفاع من التعليم والاستفادة منه استفادة لائقة، ما يعرّضهم للتهميش ويضع حقهم في التعليم الجيد الشامل والمنصف في خطر.

وحتى يتمكن هؤلاء الأطفال والشباب من الانتفاع من التعليم والاندماج في المجتمعات التي يعيشون فيها، يتوجّب عليهم في أغلب الأحيان أن يتعلموا اللغة الرسمية للبلد وأن يستخدموها في حياتهم اليومية. ونتيجة لذلك، تشير التقديرات إلى أنّ 40 في المئة من لغات العالم التي يبلغ مجموعها 6,700 لغة، مهددة بالانقراض بسبب قلة الناطقين بها. ومع تلاشي هذه اللغات، تزول الثقافات المرتبطة بها، فاللغة هي وسيلة أساسية لنقل المعارف التقليدية والثقافية بين الأفراد وعبر الأجيال.

وعلى هذا الأساس، جرت احتفالات هذا العام باليوم الدولي للغة الأم، في 21 شباط/فبراير، تحت شعار "التعليم المتعدّد اللغات - ضرورة لتحقيق التحول المنشود في التعليم"، لتسليط الضوء على أهميّة تعدد اللّغات في التعليم ودوره في إحداث ثورة فعلية لتحويل التعليم حول العالم من منظور التعلم مدى الحياة.

وتمحور الحوار في احتفالات اليوم الدولي للغة الأم حول ثلاث مواضيع مترابطة:
- تعزيز التعليم المتعدد اللغات باعتباره ضرورة لإحداث التحول المنشود في التعليم في سياقات متعددة اللغات بدءاً من التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة وما بعدها.
- دعم التعلم من خلال التعليم المتعدد اللغات والتعدد اللغوي في سياقاتنا العالمية سريعة التغير وفي حالات الأزمات بما في ذلك سياقات الطوارئ.
- إحياء اللغات التي يهددها الاندثار أو التي طالها بالفعل

واستفادت اليونسكو من هذه المناسبة لدعوة الدول إلى ترسيخ سياسات التعليم المتعدد اللغات لتعليم المتعلمين بلغتهم الأم إلى جانب اللغة الرسمية للتعليم، بدءًا من سنوات التعليم المبكرة.

"إنّ اليونسكو، وإذ تسعى إلى المساعدة في مواجهة الأزمة العالمية الراهنة التي تعصف بقطاع التعلم، مع الحفاظ على التعدد اللغوي باعتباره عنصراً ثقافياً أصيلاً، تحثّ الحكومات على انتهاج التعليم المتعدد اللغات القائم على اللغة الأم منذ سنوات الدراسة الأولى. وإننا على يقين بأنّ التعلم القائم على اللغة الأم يحقق نتائج ملموسة - وثمّة أدلة عمليّة تبرهن أنها تساعد الأطفال على التعلّم." أودري أزولاي، المديرة العامة لليونسكو

فلا يعزز التعليم المتعدد اللغات القائم على اللغة الأم الشمول والإدماج والهوية فحسب، بل أيضًا يساهم في تحسين التعلم والمهارات الاجتماعية. فوفقًا لقاعدة بيانات اليونسكو العالمية بشأن التفاوت في التعليم، إنّ الأطفال الذين يتلقون التعليم بلغتهم الأم لديهم فرصة أكبر بـ 30 في المئة من غيرهم لإتقان مهارة القراءة والفهم بحلول نهاية المرحلة الابتدائية.

ويسهم التعليم المتعدد اللغات كذلك في تعزيز الحوار والتفاعل بين المتعلمين من خلفيات وثقافات متنوعة، ويعرضهم لوجهات نظر وتقاليد ومواقف مختلفة تساعدهم على الانفتاح على الآخر وقبول التنوع والاختلافات. ومن شأن ذلك أن يعزز السلام والتسامح والفهم وأن يشق الطريق نحو التعليم الرامي إلى إحداث التحول المنشود، والمواطنة العالمية، والتنمية المستدامة.


أحدث المنشورات

القائمة الكاملة
اليونسكو

الاجتماع التشاوريّ الإقليميّ للمنطقة العربيّة: تشكيل مستقبل التعليم استعدادًا للاجتماع العالميّ للتعليم 2024

استضاف مكتب اليونسكو الإقليميّ المتعدّد القطاعات للدول العربيّة في بيروت اجتماعًا تشاوريًّا إقليميًّا محوريًّا للمنطقة العربيّة في الفترة الممتدة من 3 إلى 4 سبتمبر/أيلول 2024، وذلك في إطار التحضيرات للاجتماع العالميّ للتعليم (GEM) في فورتاليزا، البرازيل. هدف هذا الاجتماع، الذي تمّ بالتعاون مع مكاتب اليونسكو في القاهرة والدوحة والرباط والأمانة العامّة المشتركة بين الوكالات، إلى تنسيق المدخلات الإقليميّة لوثيقة النتائج النهائيّة للاجتماع العالميّ للتعليم، بما يضمن تمثيل صوت المنطقة العربيّة بشكلٍ بارزٍ.
اليونسكو

الاحتفال باليوم العالميّ للمعلّمين واليوم الدوليّ للفتاة

بينما تحتفل اليونسكو باليوم العالميّ للمعلمين في 5 أكتوبر/تشرين الأوّل واليوم الدوليّ للفتاة في 11 أكتوبر/تشرين الأول، يتمّ تسليط الضوء على كلّ من المعلمين والفتيات كمحورٍ أساسيٍّ لدفع الأهداف التي تم تحديدها خلال المشاورات التي قامت بها الدول العربيّة تحضيرًا للاجتماع العالمي للتعليم. تتماشى الشعارات " تقدير أصوات المعلمين: نحو عقد اجتماعيّ جديد للتعليم" و"رؤية الفتيات للمستقبل" بشكلٍ مباشرٍ مع أولويّات المشاورات العربيّة التي تهدف إلى زيادة الوصول إلى التعليم الجيّد وتعزيز المساواة بين الجنسين.
اليونسكو

تقرير الرصد العالمي للتعليم: القيادة من أجل التعلم

يركّز تقرير الرصد العالمي للتعليم (GEM) لعام 2024/2025، الذي صدر في اجتماع التعليم العالمي في فورتاليزا، البرازيل في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2024، على الدور الحاسم للقيادة في تحقيق تعليم ذي جودة عالية. يسلط التقرير الضوء على أهميّة القادة على جميع المستويات – سواء داخل المدارس أو خارجها – ويستعرض كيف تؤثر القيادة على مخرجات التعلم وكيف يختلف هذا التأثير عبر الدول والسياقات المختلفة.
اليونسكو

Leadership in Education: Lead for Learning

The 2024/5 Global Education Monitoring (GEM) Report, released at the Global Education Meeting in Fortaleza, Brazil on 31 October 2024, focuses on the critical role of leadership in achieving quality education. Highlighting the importance of leaders at all levels—both inside and outside of schools—the report explores how leadership influences learning outcomes and how this impact varies across countries and contexts.