تتفاعل الكائنات البشريّة مع بعضها البعض وفق مجموعة من السلوكيّات الموروثة التي تتيح لها العيش في مجتمعاتها والحفاظ على بقائه. وتتضمّن هذه السلوكيات الإبداع والعقلانيّة، وهما قدرتان متكاملاتان ولكنهما في الوقت نفسه متعارضتان للغاية

تتفاعل الكائنات البشريّة مع بعضها البعض وفق مجموعة من السلوكيّات الموروثة التي تتيح لها العيش في مجتمعاتها والحفاظ على بقائه. وتتضمّن هذه السلوكيات الإبداع والعقلانيّة، وهما قدرتان متكاملاتان ولكنهما في الوقت نفسه متعارضتان للغاية. ففي حين يستخدم الإبداع عمليات معرفيّة لا شعوريّة تثيرها رغبة الفرد في فهم البيئة المحيطة به من أجل التوصل إلى مسارات وأساليب جديدة للمظر إلى الأشياء من حوله، تتيح العقلانيّة للأشخاص فرز المعارف المُكتسبة حديثًا من أجل إختيار تلك التي ترتبط بالواقع والتخلّص من التي هي من نسج الخيال. وبفضل الاستخدام المتزامين لهاتين القدرتين، يكسب المرئ فهمًا أفضل للعالم من حوله، فلا يتوه في طيفٍ من الفرضيّات الخاطئة. ويبقى أن للإبداع والعقلانيّة قاسمًا مشتركًا، فهما يستندات إلى الشكّ والمخالفة ويعيدان النظر في المعتقدات الرئيسة، وان إعتمدا أساليب تعبير مختلفة. فتحت تأثير الشكّ والرغبة، وهما من المشاعر التي تختلج أي كائن بشري، يندرج كلّ من الإبداع والعقلانيّة في صميم عمليّة إستكشاف وفهم للطبيعة البشريّة.