اجتمعت الجهات المانحة ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الوطنية والدولية ومنظمات المجتمع المدني تحت مظلة مجموعة التعليم المحلية ومجموعة شركاء التنمية وبحضور معالي السيد علي العباب، نائب وزير التربية والتعليم في الجمهورية اليمنية.

شكّل الاجتماع منبرًا أتاح للوزارة والشركاء تنسيق عملهم وجهودهم بغية اعتماد نُهُج متوائمة للعمل في بعض المجالات التربوية والتعليمية الأساسية. وأتاح أيضًا فرصة لعرض لمحة شاملة عن التمويل الجديد الذي توفره الشراكة العالمية من أجل التعليم لدعم قطاع التعليم بقوّة في السنوات المقبلة.

وحقق هذا الاجتماع إنجازات عدّة. فعلى سبيل المثال، اتفقت مجموعة التعليم المحلية على إعداد خطة شاملة لقطاع التعليم في اليمن (2024 – 2030) والعمل على إتاحة مسح تربوي وطني لعموم اليمن، وهو المسح الأول من نوعه منذ 2015-2016. وستنظر هذه المبادرات في التعليم نظرة شاملة تسلط الضوء على الشق الإنساني والتنموي والإنمائي.

قالت السيدة كوستانزا فارينا، مديرة مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية (بيروت) إنّ "من شأن إعداد خطة جديدة لقطاع التعليم وبناء نظام معلومات قوي لإدارة شؤون التعليم في اليمن أن يساهما في تشكيل رؤية جديدة للتعليم في البلاد من خلال البيانات. فهذا النهج القائم على البيّنات والأدلة هو سبيل النجاح في توفير استجابة تعليمية عالية الجودة وفي استقطاب المزيد من التمويل للتطرق إلى الجوانب الإنسانية والإنمائية والتنموية في الاستجابة."

دعمت اليونسكو في السنوات الماضية اليمن في إعداد خطة تعليم انتقالية (2019-2023) وفي إطلاق المرحلة التجريبية من مشروع تطوير نظام معلومات خاص بإدارة شؤون التعليم. وهذا، إلى جانب خبرة اليونسكو الواسعة ودورها الرائد في العمل على الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالتعليم الجيد، ما أدى إلى طلب وزارة التربية والتعليم ومجموعة التعليم المحلية من مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية أن تتولى قيادة عملية إعداد خطة قطاع التعليم 2024-2030 ودعم مشروع نظام معلومات خاص بإدارة شؤون التعليم، بمشاركة معهد اليونسكو الدولي للتخطيط التربوي.

وتم اتخاذ قرارات محورية أخرى بشأن مستقبل نظام معلومات خاص بإدارة شؤون التعليم وخطة قطاع التعليم في اليمن. فبناءً على مقترح اليونسكو، وافقت وزارة التربية والتعليم اليمنية على تشكيل فريق تقني مشترك يمثل عموم اليمن لتوجيه عملية إعداد خطة قطاع التعليم في اليمن والعمل على المرحلة الثانية من مشروع نظام معلومات خاص بإدارة شؤون التعليم. هذه خطوة ثابتة نحو السلام في اليمن، وهي خطوة تتماشى مع ولاية اليونسكو ورسالتها المتمثلة في "بناء السلام في عقول الرجال والنساء" من خلال التعليم والثقافة والعلوم. وهذا إنجاز كبير لضمان مستقبل أفضل وأكثر استدامة لأطفال وشباب اليمن.