العودة
مقابلة مع أخصائية البرامج وجهة التنسيق المعنية بالشؤون الجنسانية في معهد اليونسكو للتعلُّم مدى الحياة، السيدة سماح شلبي
اليونسكو
2022 - 09 - 12
"بعض الدول العربيّة تحرز تقدّمًا في مجال تعلّم الكبار وتعليمهم رغم التحديات"
بمناسبة اليوم الدوليّ لمحو الأميّة الّذي يُحتفل به في 8 أيلول/سبتمبر، تحدّثت السيّدة سماح شلبي، أخصائية برامج وجهة التنسيق المعنية بالشؤون الجنسانية في معهد اليونسكو للتعلُّم مدى الحياة، عن مفهوم التعلّم مدى الحياة، ودور معهد اليونسكو في تعزيز التعلم مدى الحياة وتعليم الكبار، والتحديّات التي تحول دون تحقيق الدول العربيّة لهدف تعميم محو الأميّة والتعلم مدى الحياة في العالم الرقميّ. كما سلّطت السيدة شلبي الضوء على التقدّم المحرز في إتاحة فرص الانتفاع بتعلّم الكبار وتعليمهم، وتناولت موضوعات هامة أخرى في مجال تحقيق أهداف التنمية المستدامة في العالم العربي تحديدًا.
وأعلنت السيدة شلبي أنّ التحديّات الرئيسية التي تواجه معظم الدول العربيّة في تعميم محو الأميّة والتعلّم مدى الحياة في العالم الرقميّ تنبع من عدم توفُّر التمويل الكافي المخصّص لتعلم الكبار وتعليمهم، ومن الفجوة القائمة بين إعداد سياسات وخطط تعليم الكبار وتنفيذها، ومن نوعية المناهج ومواد التعلم المستخدمة لتعليم الكبار، وكذلك من عدم توفّر آليّات وأطر منهجيّة للرصد والتقييم، ومن البنى الأساسية غير الملائمة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وأيضًا عدم المساواة في الوصول إلى خدمة الإنترنت في بعض الدول العربية. ولكن، أضافت السيدة شلبي قائلةً إنّ بعض الدول العربية تحرز، رغم التحديات، تقدّمًا ملحوظًا في إدارة تعلم الكبار وتعليمهم وتعزيز المشاركة فيه (خاصّة للنساء والشباب)، ولا سيّما فيما يتعلق بإشراك الجهات المعنية وتطبيق نهج مشترك بين القطاعات وإعداد وتنفيذ سياسات واستراتيجيات تعلم الكبار وتعليمهم.
وردًّا على سؤال بشأن الفرق بين التعلّم مدى الحياة وتعليم الكبار ومحو الأميّة، أفادت السيدة شلبي أنّ "التعلّم مدى الحياة هو مبدأ شامل. وتعلّم الكبار وتعليمهم ومحو الأميّة هي العناصر والأدوات الرئيسيّة لبناء أنظمة التعلّم مدى الحياة وتحويل المبدأ إلى واقعٍ والعمل على تحقيقه".
وشدّدت على أنّ "محو الأميّة هو عنصرٌ أساسيٌّ في تعلّم الكبار وتعليمهم ينطوي على استمراريّة التعلّم ومستويات الكفاءة التي تتيح للمواطنين المشاركة في التعلّم مدى الحياة والمشاركة الكاملة في المجتمع المحلي وسوق العمل والمجتمع ككل. ويتضمّن مبدأ محو الأميّة القدرة على القراءة والكتابة والفهم والتواصل باستخدام المواد المطبوعة والمكتوبة، وكذلك القدرة على حلّ المشكلات في عالم غني بالتكنولوجيا والمعلومات".
وشرحت السيدة شلبي أنّه في ظل عدم المساواة بين الجنسين، وارتفاع معدّلات البطالة في المنطقة العربيّة، وتأثير كوفيد-19 الاجتماعي والاقتصادي، وتعطُّل سلسلة الإمداد، والتضخم والتباطؤ الاقتصادي على الصعيدَين الإقليمي والعالمي، صار من الضروري إتاحة فرص شاملة للتعلم مدى الحياة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتزويد الناس بما يلزمهم من معارف ومهارات للاستجابة للأزمات، والتضامن ولتمكينهم من أن يصبحوا مواطنين نشطين لبناء مستقبلٍ عادل ومنصف ومستدام.
ويدعم معهد اليونسكو للتعلّم مدى الحياة في أنشطته الدول الأعضاء، بما في ذلك الدول العربيّة، في تطوير سياسات تعليم الكبار وأنظمة التعلم مدى الحياة، بما يتماشى مع الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، لتلبية احتياجات المتعلمين والاستجابة للتحديّات العالميّة والإقليميّة. وفيما يتعلق بالشراكات التي أقامها معهد اليونسكو للتعلّم مدى الحياة على المستوى العالمي والإقليمي والوطني لتنفيذ جدول أعمال التعلم مدى الحياة، أشارت السيدة شلبي إلى أنّ معهد اليونسكو يعمل بالتعاون الوثيق مع الدول الأعضاء في اليونسكو ومنظّمات المجتمع المدنيّ والمنظّمات الدوليّة والإقليميّة ومكاتب اليونسكو الميدانية لتوفير ورش تدريبية ودورات حضورية أو عن بُعد لبناء القدرات وتوفير دعم في مجال السياسات والرصد والبحث والاستشراف. وعلى سبيل المثال، ذكرت السيدة شلبي الدورة التدريبية العربية حول "تعزيز التعليم غير النظامي للشباب والكبار في خطط قطاع التعليم" التي امتدت على 3 أشهر والتي أعدّها ونظّمها معهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة بالتعاون مع مؤسسة السلطان بن عبد العزيز آل سعود ومعهد اليونسكو الدولي للتخطيط التربوي ومكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية. وشددت أيضًا على أنّ معهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة لا يسعى فقط إلى التعاون الوثيق مع الجهات المعنية لتنفيذ أنشطته، بل أيضًا يُشجّع من خلال أنشطته الجهات المعنية الإقليميّة والوطنيّة على تعزيز التنسيق فيما بينها وإقامة شراكات متينة وتوطيدها.
وعندما سُئِلَت عن رمزيّة عقد المؤتمر الدولي السابع لتعلم الكبار وتعليمهم (كونفينتيا) في دولة عربيّة وإفريقيّة لأوَّل مرّةٍ، صرّحت السيدة شلبي بما يلي، "يُعقد مؤتمر كونفينتيا مرّة كلّ 12 أو 13 عامًا، وقد جاء تنظيمه في بلدٍ عربيِّ لأوّل مرّةٍ اعترافًا بجميع الجهود التي تبذلها المنطقة في مجال تعلُّم الكبار وتعليمهم والتعلم مدى الحياة ودعمًا لها". وقد اعتمد أكثر من 140 بلدًا إطار عمل مراكش، الوثيقة الختامية الصادرة عن اجتماع كونفينتيا السابع، والتزمت بترجمة رؤية التعلم مدى الحياة إلى واقع. وفي الختام، أكّدت السيدة شلبي ما يلي "سيضع معهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة آلية لرصد وقياس التقدّم المحرز في مجال تعلم الكبار وتعليمهم على الصعيد العالمي بناءً على الالتزامات المبرمة في إطار عمل مراكش، وللإبلاغ الدوري عن هذا التقدّم من خلال أدوات مخصّصة، منها تقريرٌ عالميٌّ واستعراض منتصف المدّة للمؤتمر الدولي السابع لتعلم الكبار وتعليمهم في عام 2028".
أحدث المنشورات
القائمة الكاملةاليونسكو
الاجتماع التشاوريّ الإقليميّ للمنطقة العربيّة: تشكيل مستقبل التعليم استعدادًا للاجتماع العالميّ للتعليم 2024
استضاف مكتب اليونسكو الإقليميّ المتعدّد القطاعات للدول العربيّة في بيروت اجتماعًا تشاوريًّا إقليميًّا محوريًّا للمنطقة العربيّة في الفترة الممتدة من 3 إلى 4 سبتمبر/أيلول 2024، وذلك في إطار التحضيرات للاجتماع العالميّ للتعليم (GEM) في فورتاليزا، البرازيل. هدف هذا الاجتماع، الذي تمّ بالتعاون مع مكاتب اليونسكو في القاهرة والدوحة والرباط والأمانة العامّة المشتركة بين الوكالات، إلى تنسيق المدخلات الإقليميّة لوثيقة النتائج النهائيّة للاجتماع العالميّ للتعليم، بما يضمن تمثيل صوت المنطقة العربيّة بشكلٍ بارزٍ.
اليونسكو
الاحتفال باليوم العالميّ للمعلّمين واليوم الدوليّ للفتاة
بينما تحتفل اليونسكو باليوم العالميّ للمعلمين في 5 أكتوبر/تشرين الأوّل واليوم الدوليّ للفتاة في 11 أكتوبر/تشرين الأول، يتمّ تسليط الضوء على كلّ من المعلمين والفتيات كمحورٍ أساسيٍّ لدفع الأهداف التي تم تحديدها خلال المشاورات التي قامت بها الدول العربيّة تحضيرًا للاجتماع العالمي للتعليم. تتماشى الشعارات " تقدير أصوات المعلمين: نحو عقد اجتماعيّ جديد للتعليم" و"رؤية الفتيات للمستقبل" بشكلٍ مباشرٍ مع أولويّات المشاورات العربيّة التي تهدف إلى زيادة الوصول إلى التعليم الجيّد وتعزيز المساواة بين الجنسين.
اليونسكو
تقرير الرصد العالمي للتعليم: القيادة من أجل التعلم
يركّز تقرير الرصد العالمي للتعليم (GEM) لعام 2024/2025، الذي صدر في اجتماع التعليم العالمي في فورتاليزا، البرازيل في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2024، على الدور الحاسم للقيادة في تحقيق تعليم ذي جودة عالية. يسلط التقرير الضوء على أهميّة القادة على جميع المستويات – سواء داخل المدارس أو خارجها – ويستعرض كيف تؤثر القيادة على مخرجات التعلم وكيف يختلف هذا التأثير عبر الدول والسياقات المختلفة.
اليونسكو
Leadership in Education: Lead for Learning
The 2024/5 Global Education Monitoring (GEM) Report, released at the Global Education Meeting in Fortaleza, Brazil on 31 October 2024, focuses on the critical role of leadership in achieving quality education. Highlighting the importance of leaders at all levels—both inside and outside of schools—the report explores how leadership influences learning outcomes and how this impact varies across countries and contexts.