العودة

تمكين الفتيات من خلال التعليم: المعلّمون على الخطوط الأماميّة في العالم العربي

اليونسكو
2024 - 10 - 07
إنّ كلّ فتاةٍ متمكّنةٍ رافقها معلّمٌ متخصّصٌ للوصول إلى النجاح والشعور بالاستقلاليّة وتحقيق الذات. إنّ مهمّة اليونسكو المستمرّة لتحويل التعليم في جميع أنحاء العالم تولي أهميّةً كبرى لدور المعلّم إذ تعتبره العنصر الأساسيّ المحفّز للتغيير، لا سيّما عندما يتعلّق الأمر بتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين البيئات التي يمكن للفتيات أن يزدهرن فيها.
إنّ كلّ فتاةٍ متمكّنةٍ رافقها معلّمٌ متخصّصٌ للوصول إلى النجاح والشعور بالاستقلاليّة وتحقيق الذات. إنّ مهمّة اليونسكو المستمرّة لتحويل التعليم في جميع أنحاء العالم تولي أهميّةً كبرى لدور المعلّم إذ تعتبره العنصر الأساسيّ المحفّز للتغيير، لا سيّما عندما يتعلّق الأمر بتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين البيئات التي يمكن للفتيات أن يزدهرن فيها.
يؤدّي المعلّمون دورًا حيويًّا في تشكيل عقول الشباب، ليس فقط أكاديميًّا ولكن اجتماعيًّا وعاطفيًّا. إنّهم في وضعٍ يسمح لهم بتحدّي الصور النمطيّة، وتفكيك الحواجز، وتعزيز بيئة تعليميّة عادلة بين الجنسين. تدرك اليونسكو قوّة المعلّمين في تحقيق تكافؤ الفرص للفتيات، وهي ملتزمةٌ بدعمهم من خلال الدعوة إلى وضع السياسات، وإعداد برامج بناء القدرات، وإطلاق المبادرات العالميّة.
مع استمرار المجتمعات بالتطوّر، يُطلب من المعلمين تكييف أساليبهم لضمان حصول الفتيات - وخاصّة اللّواتي من المجتمعات المهمّشة والمحرومة - على التعليم الجيّد الذي يستحقِقْنَه. من القرى الريفيّة في شمال أفريقيا إلى الفصول الدراسية في الشرق الأوسط، كان المعلّمون هم العاملون في الخطوط الأماميّة في التصدّي للتحديّات التي تواجهها الفتيات في الوصول إلى التعليم. وفي العديد من المناطق، تؤثّر الحواجز مثل الزواج المبكر، والأعراف الثقافيّة، وعدم كفاية مرافق الصرف الصحيّ بشكلٍ غير متناسبٍ على قدرة الفتيات على الالتحاق بالمدرسة وإكمالها. لذا تعمل اليونسكو من خلال برامجها وحملاتها جنبًا إلى جنب مع المعلمين لمواجهة هذه التحديّات.
من خلال برنامجها الرائد "تعليمها مستقبلنا"، خطت اليونسكو خطواتٍ كبيرةً في تحسين الفرص التعليميّة للفتيات. ومن الأمور المركزيّة في هذا البرنامج الاعتراف بالمعلمين كعوامل للتغيير. تزوّد اليونسكو المعلمين بأساليب التعليم وموارد المناهج التي تراعي الفوارق بين الجنسين والتي لا تلبّي الاحتياجات الأكاديميّة للفتيات فحسب، بل تعمل أيضًا على تعزيز المهارات القياديّة والتفكير النقديّ والثقة بالنفس.
جانبٌ آخر من رؤية اليونسكو هو التركيز على الشمول الرقميّ. في القرن الحادي والعشرين، يعدّ الوصول إلى الأدوات الرقميّة والتعليم أمرًا بالغ الأهميّة، وتظلّ الفجوة الرقميّة - وخاصّة بالنسبة للفتيات في البلدان النامية - مشكلةً ملحّةً. ولمعالجتها، تعمل اليونسكو بشكلٍ وثيقٍ مع المعلمين لدمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في فصولهم الدراسية. وتعمل برامج التدريب، مثل مبادرة المهارات الرقميّة للحياة والعمل، على تمكين المعلمين من تزويد الفتيات بالأدوات التي يحتجن إليها لتحقيق النجاح في عالم رقمي متزايد.
يأتي تمكين المعلّمين ليكونوا مناصرين لتعليم الفتيات في قلب جدول أعمال اليونسكو. ولتحقيق هذه الغاية، أطلقت اليونسكو العديد من برامج التطوير المهنيّ المصمّمة لتعزيز قدرات المعلمين على خلق بيئات تعليميّة شاملة وتمكينيّة. إنّ تدريب المعلمين على مراعاة ديناميات النوع الاجتماعيّ، وتزويدهم بالأدوات التربويّة الحديثة، وتقديم الدعم المستمرّ لهم، كلّها جزءٌ من مقاربة اليونسكو المتعدّدة الأوجه.
إحدى هذه المبادرات هي التحالف العالمي للتعليم، الذي تمّ إطلاقه خلال جائحة كوفيد-19، والذي يواصل تقديم الموارد والدعم للمعلمين للحفاظ على استمراريّة التعلم، وخاصة للفتيات المعرّضات لخطر التسرّب. وتضمن اليونسكو أن يكون المعلّمون مجهّزين تجهيزًا جيّدًا لمواجهة الأزمات والتخفيف من تأثيرها على المتعلمين الضعفاء، وخاصّة الفتيات.
لتحقيق تغييرٍ دائمٍ، تعمل اليونسكو، إلى جانب توفير الموارد، على إقامة شراكات مع الحكومات والمنظّمات غير الحكوميّة والمجتمعات المحليّة لإصلاح السياسات التي تحدّ من الفرص التعليميّة للفتيات. وتدعو اليونسكو إلى وضع قوانين وسياسات تعزّز التعليم المجاني والإلزامي، وتزيل الممارسات التمييزية، وتضمن حصول جميع الفتيات على بيئات تعليمية آمنة.
ويمكن رؤية مثال على هذه الدعوة في عمل اليونسكو لمعالجة العنف القائم على النوع الاجتماعي في المدارس (SRGBV). ويتم تدريب المعلمين ليس فقط على التعرّف على العنف ومنعه، ولكن أيضًا على تعزيز ثقافة الاحترام والسلامة والمساواة في الفصل الدراسي. يجب أن تكون المدارس ملاذًا حيث يمكن لجميع المتعلّمين، بغضّ النظر عن جنسهم، أن يتعلّموا دون خوفٍ، ويكون المعلّمون في طليعة ضمان ذلك.
ويتعزّز التزام اليونسكو بتعليم الفتيات من خلال إيمانها بأنّ تمكين الفتيات يمكن أن يغيّر مجتمعاتهنّ وأممهنّ والعالم أجمع. وفي قلب هذا التحوّل يوجد المعلمون الذين، عندما يتمّ تزويدهم بالأدوات اللّازمة والتدريب والدعم المناسبين، يمكنهم خلق مستقبلٍ أكثر إشراقًا لملايين الفتيات على مستوى العالم. والواقع أنّ المعلّمين هم الأبطال المجهولون في الجهود العالميّة الرامية إلى تحقيق المساواة بين الجنسين في التعليم. وبينما تواصل اليونسكو إلهام الفتيات في فصولهنّ الدراسيّة، تقف بقوّةٍ إلى جانبهنّ، وتقدّم دعمها لضمان قدرة كلّ واحدةٍ منهنّ، بغضّ النّظر عن المكان الذي تعيش فيه، على تحقيق إمكاناتها.
للاطّلاع على منظورٍ مقنعٍ حول التحدّيات التي تواجهها الشابات في الحصول على التعليم، شاهد "تعليمها، مستقبلنا" وهو فيلمٌ وثائقيٌّ من إنتاج اليونسكو يسلّط الضوء على حياة أربع شابّات عبر ثلاث قاراتٍ أثناء سعيهنّ للحصول على حقّهنّ في التعليم.

أحدث المنشورات

القائمة الكاملة
اليونسكو

المستقبل على المحك: لماذا الاستثمار في التعليم أمر بالغ الأهمية؟

يسلط هذا التقرير، الذي أعدّته اللجنة التوجيهية الرفيعة المستوى المعنية بالهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة (SDG4) بالتعاون مع الشراكة العالمية من أجل التعليم (GPE) ونُشر في عام 2024، الضوء على الحاجة المُلِحّة لتعزيز الاستثمار في التعليم كوسيلة أساسية لمواجهة التحديات العالمية، بما في ذلك تغيّر المناخ، والتطورات التكنولوجية، والتحوّلات الديموغرافية.
اليونسكو

المدن العربية تتألق في جوائز مدن التعلم لليونسكو لعام 2024

تُحرز المدن العربية تقدمًا كبيرًا في مجال التنمية المستدامة والتعلم مدى الحياة، مع تركيز متزايد على إنشاء بيئات تعليمية شاملة تُسهم في تحقيق الأهداف التنموية المحلية والعالمية. وقد احتفلت جوائز مدن التعلم لعام 2024، التي تُمنح من قِبَل اليونسكو، بهذه الجهود، مبرزةً المدن العربية التي تميزت في بناء مجتمعات تعليمية.
اليونسكو

مؤتمر اليونسكو العالمي الثالث للموارد التعليمية المفتوحة: تعزيز الوصول الشامل إلى المعرفة

انطلق مؤتمر اليونسكو العالمي الثالث للموارد التعليمية المفتوحة (OER) في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، في مركز دبي التجاري العالمي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ليكون المرة الأولى التي يُستضاف فيها هذا الحدث في العالم العربي. نظّم مؤتمر اليونسكو بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة (MBRF)واستقطب أكثر من 500 مشارك ومشاركة من نخبة القادة العالميين، وصنّاع السياسات، وممثلي المؤسسات التعليمية، بما في ذلك وزراء، وأكاديميون، وخبراء من القطاع الخاص. وتركّزت المناقشات على مدار يومين حول تعزيز الاستفادة من الموارد التعليمية المفتوحة والتقنيات الناشئة، بهدف تحقيق وصول عادل وشامل إلى التعليم، وتقليص الفجوة الرقمية على الصعيد العالمي.
اليونسكو

الأمم المتحدة تحتفي في شهر ديسمبر/كانون الأول بحقوق الإنسان، والأشخاص ذوي الإعاقة، واللغة العربية

تُحيي الأمم المتحدة في شهر ديسمبر/كانون الأول ثلاث مناسبات بارزة تُعنى بحقوق الإنسان، وبحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وباللغة العربيّة، ممّا يجعل هذا الشهر فرصةً عالميّةً للتفكير والعمل. وتقود اليونسكو الجهود لتعزيز التعليم الشامل، وحماية حقوق الإنسان، والاحتفاء بالإرث الثقافيّ واللغويّ للّغة العربيّة، من خلال سلسلة من الفعاليات والمبادرات.