العودة
حان الوقت: يجب أن يقود المعلّمون التحوّل نحو مستقبل التّعليم والكوكب والمجتمع
اليونسكو
2024 - 12 - 21
في العالم العربيّ، كما في العديد من أنحاء العالم، يلعب المعلّمون دورًا حاسمًا في تحويل المستقبل من خلال تقديم تعليم عالي الجودة وإعداد المتعلّمين من خلال تزويدهم بالمهارات اللّازمة للنجاح في عالمٍ دائم التغيّر. ومع تقدّم التكنولوجيا، وظهور الذكاء الاصطناعي (AI)، وزيادة الحاجة لمواجهة تغيّر المناخ والانتقال إلى الاقتصاد الأخضر، يتصدّر المعلّمون محور أنظمة التعليم. ومع ذلك، تواجه المنطقة تحديّاتٍ ملحّةً، منها النقص المتزايد بعدد المعلّمين، وارتفاع الطلب على التطوّر المهنيّ، والحاجة إلى تحسين ظروف العمل والدعم.
![](https://cms.tarbiyah21.org/storage/data/articles/593.jpg?v=1167)
في العالم العربيّ، كما في العديد من أنحاء العالم، يلعب المعلّمون دورًا حاسمًا في تحويل المستقبل من خلال تقديم تعليم عالي الجودة وإعداد المتعلّمين من خلال تزويدهم بالمهارات اللّازمة للنجاح في عالمٍ دائم التغيّر. ومع تقدّم التكنولوجيا، وظهور الذكاء الاصطناعي (AI)، وزيادة الحاجة لمواجهة تغيّر المناخ والانتقال إلى الاقتصاد الأخضر، يتصدّر المعلّمون محور أنظمة التعليم. ومع ذلك، تواجه المنطقة تحديّاتٍ ملحّةً، منها النقص المتزايد بعدد المعلّمين، وارتفاع الطلب على التطوّر المهنيّ، والحاجة إلى تحسين ظروف العمل والدعم.
بحلول عام 2030، ستتطلّب تلبية أهداف الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة (SDG 4) توفير 44 مليون معلّم إضافيّ في المرحلتين الابتدائيّة والثانويّة، وِفقًا لتقرير "التقرير العالميّ عن المعلّمين: معالجة النّقص في المعلّمين" الصادر في فبراير/شباط 2024. وتواجه المنطقة العربيّة تحديّاتٍ استثنائيّةً، أبرزها النزوح الجماعيّ للسكّان نتيجة النزاعات، ممّا أدّى إلى زيادة الطلب على المعلّمين المؤهّلين، لا سيّما في البيئات المتأثّرة بالأزمات.
في هذه السياقات، يمتدّ دور المعلّمين إلى ما هو أبعد من التعليم الأكاديميّ، ليشمل أيضًا توفير الدعم الاجتماعيّ والعاطفيّ للمتعلمين الذين عانوا من آثار الصدمات والاضطرابات. ومع تسارع التحوّلات العالميّة، أصبح التصدّي لنقص المعلّمين أولويّةً ملحّةً أكثر من أيّ وقتٍ مضى. وفي غياب استجابات عاجلة وشاملة، قد يُحرم ملايين الأطفال في العالم العربي من الوصول إلى التعليم الذي يقدّمه معلّمون مؤهّلون، ممّا يهدّد بشكلٍ مباشرٍ تقدُّم العمليّة التعليميّة ويعرّض مستقبل المنطقة للخطر.
لمواجهة هذه التحديّات، أكّدت اليونسكو ضرورة الاستثمار في المعلّمين باعتبارهم عوامل رئيسة في تحقيق تحوّلٍ جذريٍّ في التعليم. ومن بين التوصيات البارزة التي قدّمتها قمّة تحويل التعليم بشأن مهنة التعليم، تأتي ضرورة دعم المعلّمين لتمكينهم من تبنّي التكنولوجيا ودمجها في ممارساتهم التعليميّة. ومع التحوّلات التي أحدثتها الثورة الرقميّة في مشهد التعليم، يصبح من الضروريّ توفير المهارات والموارد اللازمة للمعلّمين لتمكينهم من الاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعيّ والتقنيّات الرقميّة الأخرى. فعلى سبيل المثال، تسهم أدوات الذكاء الاصطناعيّ في أتمتة المهام الإداريّة، مما يتيح للمعلّمين فرصة أكبر للتفاعل الفعّال مع المتعلمين وتعزيز جودة التعلّم، خصوصًا في المدارس العامّة التي تعاني من ارتفاع نسب عدد المتعلمين مقارنةً بالمعلّمين.
ومع ذلك، تثار مخاوف بشأن تأثير هذه الأدوات على استقلاليّة المعلّمين ومكانتهم المهنيّة، لا سيّما عندما تبدأ الخوارزميات بالتأثير بشكلٍ كبيرٍ على القرارات التربويّة. هذا التحوّل قد يؤدّي إلى اختزال دور المعلّمين ليصبحوا مجرّد ميسرين، ممّا يقلّل من أدوارهم الإبداعية والمهنية داخل الفصول الدراسية. وعليه، ينبغي توفير الدعم اللازم للمعلّمين لتحقيق توازن دقيق بين الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي والحفاظ على دورهم الأساسي في تعزيز التفكير النقديّ والإبداع عند المتعلّمين.
لا يقتصر دور المعلّمين على مواجهة التحديّات التكنولوجيّة، بل يمتدّ إلى الإسهام في تعزيز المعرفة بالقضايا العالميّة الملحّة مثل تغيّر المناخ، والمواطنة العالميّة، والاستدامة. وفي العالم العربيّ، حيث تتجلّى آثار تغيّر المناخ بشكلٍ أكثر حدّةٍ من خلال ندرة المياه والظواهر الجوية المتطرفة، يُعدّ التعليم من أجل التنمية المستدامة (ESD) ضرورةً استراتيجيّةً.
توفّر موارد اليونسكو، مثل "الإرشادات التوجيهيّة لتخضير المناهج التّعليميّة: التّعليم والتعلّم من أجل العمل المناخيّ " و" معيار الجودة الخاصّ بالمدرسة الخضراء بهدف جعل كلّ بيئةٍ تعليميّةٍ خضراء"، أدوات فعّالة تدعم المعلّمين في دمج التعليم المناخي داخل المناهج الدراسيّة. وتمكّن هذه الأطر التربويّة المعلّمين من إلهام المتعلمين لفهم القضايا البيئيّة بعمقٍ، وتعزيز وعيهم، وتحفيزهم على اتّخاذ إجراءات فعّالة تسهم في بناء مستقبلٍ أكثر استدامة.
بالإضافة إلى ذلك، لدعم المعلّمين بشكلٍ أكبر، أطلق المكتب الإقليمي المتعّدد القطاعات لليونسكو في الدول العربية - بيروت، بالتعاون مع مؤسسة الفكر العربي، " مرجع ممارسات التعليم والتعلّم الواعدة " في يونيو/حزيران 2023. وتوفّر هذه المنصة الإلكترونية أمثلةً غنيّةً للتعليم وأساليب مبتكرة متعلّقة بالتحوّل الرقمي للتعليم، والمبادرات الخضراء، وتنمية الكفايات الأساسيّة لمواجهة تحديّات القرن الحادي والعشرين.
تحقيق هذا التحوّل يتطلّب ما هو أكثر من توفير الموارد والتدريب؛ إذ أكّد الفريق التابع للأمين العام للأمم المتحدة أنّ تحسين مكانة مهنة التعليم يشكّل ركيزةً أساسيّةً في هذا السياق. ينبغي أن يحظى المعلّمون بالاحترام والتقدير المستحقين، مع ضمان حصولهم على أجور عادلة وبيئات عمل آمنة وداعمة، ممّا يعزّز تحفيزهم وفاعليتهم في العملية التعليميّة.في هذا الإطار، تدعو اليونسكو إلى اعتماد سياساتٍ تركّز على رفاهيّة المعلّمين، بما يشمل تقديم رواتب تنافسيّة، وتخفيف أعباء العمل، وتعزيز المساواة بين الجنسين في المناصب القيادية التعليمية. إضافةً إلى ذلك، يُعد تمكين المعلّمين من المشاركة الفاعلة في عمليّة صنع السياسات والإصلاحات التعليميّة أمرًا حيويًّا لضمان تطوير أنظمة تعليميّة فعّالة وشاملة تعكس احتياجات المجتمع وتطلّعاته.
وقت التحرّك هو الآن! لضمان حصول كلّ طفلٍ في العالم العربي على معلّمٍ مؤهّلٍ ومتحفّزٍ ومدعومٍ بشكلٍ جيّدٍ، من الضروريّ الاستثمار في المعلّمين. ومع استمرار اليونسكو في دعم التعليم للجميع، يجب أن يبقى دور المعلّمين محور النقاش. إنّ دعم المعلّمين اليوم ليس مجرّد استثمار في مستقبل التعليم، بل هو استثمار في رفاه أطفالنا والتنمية المستدامة لمجتمعاتنا. إنّ النقص العالميّ في المعلّمين هو تحدٍ عاجل، ولكن من خلال العمل الجماعي، يمكننا ضمان أن يكون المعلّمون في قلب التحوّل الذي تحتاجه أنظمتنا التعليميّة بشدّةٍ من الداخل والخارج.
تعرف على المزيد عن عمل اليونسكو مع المعلّمين وكيف تساهم استثماراتها المستمرّة في تحويل التعليم عالميًا.
اقرأ تقرير المقرّرة الخاصة المعنيّة بالحق في التعليم.
اضغط هنا للإطلاع على موردٍ إضافيٍّ: إطار عمل الذكاء الاصطناعي لكفايات المعلّمين.
أحدث المنشورات
القائمة الكاملةاليونسكو
المستقبل على المحك: لماذا الاستثمار في التعليم أمر بالغ الأهمية؟
يسلط هذا التقرير، الذي أعدّته اللجنة التوجيهية الرفيعة المستوى المعنية بالهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة (SDG4) بالتعاون مع الشراكة العالمية من أجل التعليم (GPE) ونُشر في عام 2024، الضوء على الحاجة المُلِحّة لتعزيز الاستثمار في التعليم كوسيلة أساسية لمواجهة التحديات العالمية، بما في ذلك تغيّر المناخ، والتطورات التكنولوجية، والتحوّلات الديموغرافية.
اليونسكو
المدن العربية تتألق في جوائز مدن التعلم لليونسكو لعام 2024
تُحرز المدن العربية تقدمًا كبيرًا في مجال التنمية المستدامة والتعلم مدى الحياة، مع تركيز متزايد على إنشاء بيئات تعليمية شاملة تُسهم في تحقيق الأهداف التنموية المحلية والعالمية. وقد احتفلت جوائز مدن التعلم لعام 2024، التي تُمنح من قِبَل اليونسكو، بهذه الجهود، مبرزةً المدن العربية التي تميزت في بناء مجتمعات تعليمية.
اليونسكو
مؤتمر اليونسكو العالمي الثالث للموارد التعليمية المفتوحة: تعزيز الوصول الشامل إلى المعرفة
انطلق مؤتمر اليونسكو العالمي الثالث للموارد التعليمية المفتوحة (OER) في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، في مركز دبي التجاري العالمي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ليكون المرة الأولى التي يُستضاف فيها هذا الحدث في العالم العربي. نظّم مؤتمر اليونسكو بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة (MBRF)واستقطب أكثر من 500 مشارك ومشاركة من نخبة القادة العالميين، وصنّاع السياسات، وممثلي المؤسسات التعليمية، بما في ذلك وزراء، وأكاديميون، وخبراء من القطاع الخاص. وتركّزت المناقشات على مدار يومين حول تعزيز الاستفادة من الموارد التعليمية المفتوحة والتقنيات الناشئة، بهدف تحقيق وصول عادل وشامل إلى التعليم، وتقليص الفجوة الرقمية على الصعيد العالمي.
اليونسكو
الأمم المتحدة تحتفي في شهر ديسمبر/كانون الأول بحقوق الإنسان، والأشخاص ذوي الإعاقة، واللغة العربية
تُحيي الأمم المتحدة في شهر ديسمبر/كانون الأول ثلاث مناسبات بارزة تُعنى بحقوق الإنسان، وبحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وباللغة العربيّة، ممّا يجعل هذا الشهر فرصةً عالميّةً للتفكير والعمل. وتقود اليونسكو الجهود لتعزيز التعليم الشامل، وحماية حقوق الإنسان، والاحتفاء بالإرث الثقافيّ واللغويّ للّغة العربيّة، من خلال سلسلة من الفعاليات والمبادرات.