العودة
كيف أتعلّم بلغة لا أفهمها؟
اليونسكو
2023 - 02 - 21
التعليم المتعدد اللغات والقائم على اللغة الأم: طريق إلى التعلم والهويّة والسلام والتّنمية المستدامة
![](https://cms.tarbiyah21.org/storage/data/articles/234.jpg?v=683)
MalikNalik/Shutterstock.com
تتيح بعض بلدان العالم فرصًا للتعلم المتعدد اللغات، أما البعض الآخر، الذي يعتبر أنّ تعدد اللغات تحدٍّ، فلا يتيح التعليم إلا بلغة واحدة. وتلك خسارة كبيرة لتراثنا اللغوي المشترك وحاجز يحول دون إدماج العديد من المتعلمين وتقدّمهم الأكاديمي والاجتماعي والعاطفي والتأسيسي.
فعندما يُتاح التعليم والتعلم فقط باللغة الطاغية أو الرسمية للبلد، تصعب على الأقليات والشعوب الأصلية الاستفادة من الفرص المتوفرة. وينطبق ذلك على اللاجئين والنازحين الذين يجدون نفسهم مستبعدين من التعليم في البلدان المستضيفة التي لا توفر التعليم بلغتهم الأم أو بلغة يفهمونها أو يتقنونها. وبالتالي، يتعذر على العديد من الأطفال والشباب الانتفاع من التعليم والاستفادة منه استفادة لائقة، ما يعرّضهم للتهميش ويضع حقهم في التعليم الجيد الشامل والمنصف في خطر.
وحتى يتمكن هؤلاء الأطفال والشباب من الانتفاع من التعليم والاندماج في المجتمعات التي يعيشون فيها، يتوجّب عليهم في أغلب الأحيان أن يتعلموا اللغة الرسمية للبلد وأن يستخدموها في حياتهم اليومية. ونتيجة لذلك، تشير التقديرات إلى أنّ 40 في المئة من لغات العالم التي يبلغ مجموعها 6,700 لغة، مهددة بالانقراض بسبب قلة الناطقين بها. ومع تلاشي هذه اللغات، تزول الثقافات المرتبطة بها، فاللغة هي وسيلة أساسية لنقل المعارف التقليدية والثقافية بين الأفراد وعبر الأجيال.
وعلى هذا الأساس، جرت احتفالات هذا العام باليوم الدولي للغة الأم، في 21 شباط/فبراير، تحت شعار "التعليم المتعدّد اللغات - ضرورة لتحقيق التحول المنشود في التعليم"، لتسليط الضوء على أهميّة تعدد اللّغات في التعليم ودوره في إحداث ثورة فعلية لتحويل التعليم حول العالم من منظور التعلم مدى الحياة.
وتمحور الحوار في احتفالات اليوم الدولي للغة الأم حول ثلاث مواضيع مترابطة:
- تعزيز التعليم المتعدد اللغات باعتباره ضرورة لإحداث التحول المنشود في التعليم في سياقات متعددة اللغات بدءاً من التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة وما بعدها.
- دعم التعلم من خلال التعليم المتعدد اللغات والتعدد اللغوي في سياقاتنا العالمية سريعة التغير وفي حالات الأزمات بما في ذلك سياقات الطوارئ.
- إحياء اللغات التي يهددها الاندثار أو التي طالها بالفعل
واستفادت اليونسكو من هذه المناسبة لدعوة الدول إلى ترسيخ سياسات التعليم المتعدد اللغات لتعليم المتعلمين بلغتهم الأم إلى جانب اللغة الرسمية للتعليم، بدءًا من سنوات التعليم المبكرة.
"إنّ اليونسكو، وإذ تسعى إلى المساعدة في مواجهة الأزمة العالمية الراهنة التي تعصف بقطاع التعلم، مع الحفاظ على التعدد اللغوي باعتباره عنصراً ثقافياً أصيلاً، تحثّ الحكومات على انتهاج التعليم المتعدد اللغات القائم على اللغة الأم منذ سنوات الدراسة الأولى. وإننا على يقين بأنّ التعلم القائم على اللغة الأم يحقق نتائج ملموسة - وثمّة أدلة عمليّة تبرهن أنها تساعد الأطفال على التعلّم." أودري أزولاي، المديرة العامة لليونسكو
فلا يعزز التعليم المتعدد اللغات القائم على اللغة الأم الشمول والإدماج والهوية فحسب، بل أيضًا يساهم في تحسين التعلم والمهارات الاجتماعية. فوفقًا لقاعدة بيانات اليونسكو العالمية بشأن التفاوت في التعليم، إنّ الأطفال الذين يتلقون التعليم بلغتهم الأم لديهم فرصة أكبر بـ 30 في المئة من غيرهم لإتقان مهارة القراءة والفهم بحلول نهاية المرحلة الابتدائية.
ويسهم التعليم المتعدد اللغات كذلك في تعزيز الحوار والتفاعل بين المتعلمين من خلفيات وثقافات متنوعة، ويعرضهم لوجهات نظر وتقاليد ومواقف مختلفة تساعدهم على الانفتاح على الآخر وقبول التنوع والاختلافات. ومن شأن ذلك أن يعزز السلام والتسامح والفهم وأن يشق الطريق نحو التعليم الرامي إلى إحداث التحول المنشود، والمواطنة العالمية، والتنمية المستدامة.
للمزيد من المعلومات: https://www.unesco.org/ar/articles/alywm-aldwly-llght-alam-alywnskw-tdw-albldan-aly-anthaj-altlym-alqaym-ly-allght-alam
أحدث المنشورات
القائمة الكاملةاليونسكو
المستقبل على المحك: لماذا الاستثمار في التعليم أمر بالغ الأهمية؟
يسلط هذا التقرير، الذي أعدّته اللجنة التوجيهية الرفيعة المستوى المعنية بالهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة (SDG4) بالتعاون مع الشراكة العالمية من أجل التعليم (GPE) ونُشر في عام 2024، الضوء على الحاجة المُلِحّة لتعزيز الاستثمار في التعليم كوسيلة أساسية لمواجهة التحديات العالمية، بما في ذلك تغيّر المناخ، والتطورات التكنولوجية، والتحوّلات الديموغرافية.
اليونسكو
المدن العربية تتألق في جوائز مدن التعلم لليونسكو لعام 2024
تُحرز المدن العربية تقدمًا كبيرًا في مجال التنمية المستدامة والتعلم مدى الحياة، مع تركيز متزايد على إنشاء بيئات تعليمية شاملة تُسهم في تحقيق الأهداف التنموية المحلية والعالمية. وقد احتفلت جوائز مدن التعلم لعام 2024، التي تُمنح من قِبَل اليونسكو، بهذه الجهود، مبرزةً المدن العربية التي تميزت في بناء مجتمعات تعليمية.
اليونسكو
مؤتمر اليونسكو العالمي الثالث للموارد التعليمية المفتوحة: تعزيز الوصول الشامل إلى المعرفة
انطلق مؤتمر اليونسكو العالمي الثالث للموارد التعليمية المفتوحة (OER) في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، في مركز دبي التجاري العالمي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ليكون المرة الأولى التي يُستضاف فيها هذا الحدث في العالم العربي. نظّم مؤتمر اليونسكو بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة (MBRF)واستقطب أكثر من 500 مشارك ومشاركة من نخبة القادة العالميين، وصنّاع السياسات، وممثلي المؤسسات التعليمية، بما في ذلك وزراء، وأكاديميون، وخبراء من القطاع الخاص. وتركّزت المناقشات على مدار يومين حول تعزيز الاستفادة من الموارد التعليمية المفتوحة والتقنيات الناشئة، بهدف تحقيق وصول عادل وشامل إلى التعليم، وتقليص الفجوة الرقمية على الصعيد العالمي.
اليونسكو
الأمم المتحدة تحتفي في شهر ديسمبر/كانون الأول بحقوق الإنسان، والأشخاص ذوي الإعاقة، واللغة العربية
تُحيي الأمم المتحدة في شهر ديسمبر/كانون الأول ثلاث مناسبات بارزة تُعنى بحقوق الإنسان، وبحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وباللغة العربيّة، ممّا يجعل هذا الشهر فرصةً عالميّةً للتفكير والعمل. وتقود اليونسكو الجهود لتعزيز التعليم الشامل، وحماية حقوق الإنسان، والاحتفاء بالإرث الثقافيّ واللغويّ للّغة العربيّة، من خلال سلسلة من الفعاليات والمبادرات.